Lebanon - لبنانTop Slider

الـ”كورونا” أنقذت حكومة الـ”شو اوف” من السقوط!

دعسات الحكومة الناقصة غير كافية لإسقاطها، لأن على الكتف حمّالًا. فبعد التعثر الحكومي منذ اليوم الأول لإنطلاقتها في أول مئة يوم، وفق مخطّط البيان الوزاري، لا تزال حكومة المواجهة والممانعة تتحين الفرص لإثبات حيثيتها، ولكي تقول للعالم أنا أتحرّك إذًا أنا موجودة، الأمر الذي من شأنه أن يعطي للناظر إلى الأمور بسطحية إنطباعًا إيجابيًا عن هذا التحرّك، سواء أكان منتجًا أم غير منتج، مع الإشارة إلى أن معظم الوزراء “التقنيين” شطّار في الـ”ماركيتنغ”، ويعرفون كيف يسوّقون أنفسهم، مستفيدين من محنة الـ”كورونا”، ويساعدهم في ذلك الإعلام المرئي، الذي يفتح لهم الهواء على مداه، وذلك لإفتقاده إلى البرامج الجديدة، إذ يكتفي ببث الإعادات، ويحاول التعويض عن هذا النقص بنقل وقائع كل عطسة من عطسات وزراء “الشو أوف”.

فلولا محنة الـ”كورونا”، التي فرضت على الجميع “زربة البيت”، والتجاوب مع حملة “خليك بالبيت”، مساهمة في الحدّ من إنتشار هذا الفايروس، الذي لا يمكن محاربته إلاّ بهذه الطريقة، لكانت الحكومة الديابية قد سقطت من زمان على وقع الإنتفاضة الشعبية، التي إضطرّت ككثيرين من اللبنانيين على أن تنضّب وتنزوي، تاركة الساحة للحكومة لكي تسرح وتمرح في ملعب الـ”كورونا”، وتفشّ خلقها بخيم خاوية، في خطوة تدّل إلى أنها خائفة من خيالها، وكأنها بذلك، كما تظنّ، قد قضت على الإنتفاضة الباقية متقدّة شعلتها في القلوب والضمائر، وهي غير نائمة على ضيم، وتنتظر اللحظة المناسبة، وهي لم تعد بعيدة، لتعود إلى ساحاتها بكل زخم ودينامية، ولكي تضع النقاط على الحروف النافرة.

لا ندري إذا كانت محنة الـ”كورونا” من حسن حظّ هذه الحكومة أو من سوء طالعها، لأن المسألة تحمل الشيئين معًا. فهي إستفادت من جهة من هذا الوباء لكي تستر عريها أمام المجتمع الدولي، الذي كاد قبل هذه الآفة العالمية، أن يضع لبنان في خانة الدول المتعثرّة والمهرولة نحو الإفلاس. كذلك تستفيد حكومة الأمر الواقع من إنشغال الناس بهمّهم لتبرير فشلها في ملفات كثيرة، وهي تستفيد أيضًا لتمرير ما تريد تمريره من تعيينات كتعيين نواب حالكم مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف، المرجّح أن تأتي وفق معايير غير متوازنة وتبّين الخلل الواقعة فيه هذه الحكومة، التي يُفرض عليها فرضًا ما يجب عليها أن تفعله لكي تكسب رضى من يمسك بيدها مخافة أن تقع في المهوار، ويجعلها تمشي “دادي دادي”.
لكن ما لا تحسب له حكومة النظر القصيرحسابًا هو أن محنة الـ”كورونا”ستزول عاجلًا أم آجلًا، وهي ستترك وراءها مخلفات كارثية على أكثر من صعيد، لن يكون بمقدور هذه الحكومة أن تفعل شيئًا أمام هذا الكمّ الهائل من المشاكل التي ستنفجر دفعة واحدة في وجهها، وستجد نفسها متروكة في “نص البير” بعد أن يقطع الحبلَ من يمسك به، والذي سيكون في حاجة بدوره إلى من يمسكه بيده لينتشله من “البير”.
فوزراء هذه الحكومة، مع بعض الإستثناءات بالطبع، لم يفعلوا شيئًا سوى نجاحهم في إختبار الـ “شو أوف”، تمامًا كما نجحوا في الإختبار، الذي سبق توزيرهم، والذي على أساسه أسُندت إليهم تحمّل المسؤولية في أصعب ظرف يمرّ به لبنان.
اندريه قصاص ” لبنان – ٢٤ ”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى