قبل يومين من إنطلاق الحدث الرياضي الأكبر والذي ينتظره ملايين محبي كرة القدم لم تعلن حكومة جوستان ترودو الليبرالية بعد ما إذا كانت سترسل وفداً إلى قطر البلد المنظم أم لا.
لكن لتعكير صفو هذا الحدث الرياضي حثّ عضو مجلس العموم الكندي أليكسي برونيل دوسيب، الذي يمثّل حزب الكتلة الكيبيكية (BQ)، الحكومةَ الكندية على عدم إرسال وفد إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تُفتتح يوم الأحد في قطر.
و قال أنه لم يكن يجدر بقطر مطلقاً أن تنظّم هذا الحدث العالمي و عن احتمال أن تحضر وزيرة الرياضة في الحكومة الكندية قال :’’آمل ألّا تكون هناك‘‘ كما أعرب برونيل دوسيب عن أمله في ألّا ترسل كندا أيّ ممثل دبلوماسي لها إلى قطر ، أما الوزيرة فقالت أنه سيتم الكشف عن الخطط في الوقت المناسب.
لكن لماذا لا يريد هذا الحزب “الإنفصالي” أن لا ترسل كندا وفدا رسميا لكي يتواجد إلى جانب مئات الوفود الرسمية التي ستشهد أضخم حفل إفتتاح؟ الجواب يأتي من النائب الإنفصالي بأن السبب هو دعم “المثليين” ! ففي نظر برونيل دوسيب ينبغي لكندا ألّا ترسل وفداً إلى قطر، فترسل بذلك رسالة واضحة إلى هذه الدولة العربية كما إلى العالم أجمع: ’’نحن لن نذهب إلى قطر لأنّ أفراد مجتمع المثليين، على سبيل المثال، يُرسلون فيها إلى السجن، ولأنّ العمّأل الأجانب هناك يموتون، بكلّ صراحة‘‘.
ويعتقد النائب عن الكتلة الكيبيكية أنّ على كندا أن تمارس دوراً قيادياً في مجال احترام حقوق الإنسان، وهو دور تاريخي لم يتمكن جوستان ترودو من تأكيده، برأي أليكسي برونيل دوسيب.
وعلى كندا اغتنام الفرص التي تسمح لها باستئناف هذا الدور التاريخي في الدفاع عن “حقوق الإنسان” يضيف برونيل دوسيب الذي لا يتردّد في الإشارة إلى أنه يقول هذا الكلام وإن كان ينتمي لحزبٍ يريد لمقاطعة كيبيك أن تنفصل عن الاتحادية الكندية !!!
الحكومة تدعوا الكنديين إلى إحترام “التقاليد” الإسلامية !
وجهت الحكومة الفيدرالية تعليمات إلى المشجعين الكنديين المتوجهين إلى قطر لمشاهدة مباريات كأس العالم 2022 و لتشجيع المنتخب الكندي، بضرورة ارتداء ملابس محتشمة واحترام التقاليد الإسلامية في قطر.
وحددت الحكومة بعض الإرشادات للكنديين المتجهين إلى قطر ، بما في ذلك معلومات عن القوانين المحلية، وتفصيل متطلبات الدخول المطلوبة خلال البطولة ، وما هي أفضل وسائل النقل.
كما حذرت الكنديين من أن الدولة الإسلامية المحافظة لديها العديد من القوانين التي تختلف عن تلك الموجودة في كندا، و العقوبات المفروضة على فعل شيء قانوني في كندا قد تكون قاسية في قطر ، حيث قد لا تكون قانونية.
وتحذر الحكومة من ضرورة ارتداء ملابس محتشمة واحترام التقاليد الاجتماعية والدينية، وأن القيام بالتقبيل والإيحاءات الجنسية في الأماكن العمومية غير مقبول.
كما يجرم القانون القطري الأفعال والعلاقات الجنسية بين أشخاص من نفس الجنس أو غير متزوجين في الأماكن العامة، ومع ذلك لا توجد قيود على الإقامة في غرفة واحدة بينهم.
وأضافت حكومة كندا أن التصوير الفوتوغرافي للمواطنين القطريين دون موافقة محظور أيضا، حيث يحتاج الصحفيون ، بمن فيهم مبتكرو وسائل التواصل الاجتماعي المستقلون ، إلى تأشيرات وتصاريح محددة لاستخدام معدات التصوير الفوتوغرافي والفيديو أو إجراء مقابلات داخل قطر.
وقال بيان الحكومة أيضا “تجنب استخدام اللغة أو الإيماءات الفاحشة ، أو الجدال مع الآخرين أو إهانتهم في الأماكن العامة ، وتجنب التبشير الديني ، وانتقاد حكومة قطر أو الدين الإسلامي شخصيا أو على وسائل التواصل الاجتماعي ، لأن مثل هذه الأنشطة قد تؤدي إلى الاعتقال والمحاكمة الجنائية”.
علاوة على ذلك ، فإن قوانين بيع واستهلاك الكحول صارمة في قطر، وسيتم تخصيص أماكن معينة للمشجعين من أجل استهلاك الكحول و هذا ما أكدته FIFA في بيان لها صباح اليوم .
قالت الحكومة إن شرب الكحول في الأماكن العامة يعتبر جريمة ، ومن غير القانوني استيراد الكحول في قطر ، والسن القانوني للشرب هو 21 عاما ، كما تتبع قطر سياسة عدم التسامح مطلقا مع تعاطي المخدرات والاتجار بها وتهريبها وحيازتها.
و قالت الحكومة إن الكنديين في قطر الذين يحتاجون إلى مساعدة قنصلية طارئة يمكنهم الاتصال بسفارة كندا في قطر أو مركز مراقبة الطوارئ والاستجابة في أوتاوا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
وتمتدّ بطولة كأس العالم من 20 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 18 كانون الأول (ديسمبر). ويخوض المنتخب الكندي أولى مبارياته في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) ويتواجه فيها مع المنتخب البلجيكي.
وستكون هذه أول مشاركة كندية في بطولة كأس العالم لأكثر الرياضات شعبية حول العالم منذ عام 1986 في المكسيك والثانية على الإطلاق منذ البطولة الأولى في الأوروغواي عام 1930.
وترتبط كندا وقطر بعلاقات دبلوماسية متواصلة منذ عام 1974. ويقول الموقع الإلكتروني للحكومة الكندية إنّه في عام 2020 كانت قطر ثالث أكبر شريك تجاري لكندا في منطقة الخليج وإنّ حجم التبادل التجاري بين البلديْن بلغ ذاك العام 196,2 مليون دولار.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : كندا : إنخفاض جديد لأسعار المنازل … و هكذا إرتفعت مدفوعات الرهن العقاري !
