Lebanon - لبنان

من عمل على تطيير الحكومة وكيف فشل هذا المسعى؟

كان لافتا النفي الشديد الذي اتى من عدة اطراف، لأن يكون هناك نية لأي جهة بإسقاط الحكومة الحالية وتأليف أخرى جديدة، غير أن الوقائع التي تظهر في الكواليس في الساعات الماضية توحي بأن شيئا ما كان يحضر وفشل في اللحظة الأخيرة.

ووفق مصادر مطلعة فإن العمل على إسقاط الحكومة كان يجري على مسارين، المسار الأول عملت عليه اطراف سياسية بعضها في الحكومة على رأسهم رئيس “التيار الوطني الحرجبران باسيل الذي لم يكن لديه مانع بوصول محمد بعاصيري الى السراي في مجاملة للاميركيين، وخيضت مفاوضات بين بعض الاطراف بهدف الإتفاق على حكومة جديدة يليها إسقاط لحكومة حسان دياب. هذا المسار أوقفه “حزب الله” بردة فعل كبرى تجاه من “يمون” عليهم من حلفائه ورفض اي حركة سياسية تؤدي الى إسقاط الحكومة.
وتضيف المصادر ان المسار الثاني كان يقوم على تقديم 7 وزراء استقالاتهم، وقد كتب بعضهم هذه الإستقالة، ومن بين هؤلاء وزيران سياديان. استقالة هؤلاء بعضها ذاتية وبعضها الآخر كان سيحصل بعد تدخلات واتصالات ضاغطة من السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا. هذا المسار تعطل بعد تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورفضه بشكل مطلق استقالة احد وزرائه، الأمر الذي جعل الإستقالات الباقية أقل من الثلث ما عطل فاعلية هذه الخطوة في تطيير الحكومة.

تفصل المصادر بين المسارين، ففي حين تعتبر المسار الثاني مسار انقلاب حقيقي، وكامل الأوصاف، تعتبر ان المسار الاول الذي كاد حلفاء الحزب يسيرون به هو مجرد حسابات سياسية كان سيؤدي الى النتيجة ذاتها للمسار الثاني.

وتعتبر المصادر ان ما يدور اعلامياً حول الوضع داخل الجيش اللبناني يعطي إشارات، بعيداً عن صحتها، ان المؤسسة العسكرية لن تكون قادرة لفترة طويلة على حفظ الأمن في البلد، اذ أن هناك ايحاءات بعد التوقف عن شراء اللحم لوجبات العسكريين، بأن المواد النفطية قاب قوسين او ادنى من النفاذ.

وترى المصادر ان هذه الاشارات، التي ليس بالضرورة ان يكون مصدرها قيادة الجيش حصراً، بل توجهات اعلامية معينة، تزيد من التهويل على “حزب الله” في مسألة الأمن وتوحي بضرورة التنازل والتخلي عن الحكومة، وذلك يأتي في مسار تغطية اسقاط الحكومة وتأليف اخرى حتى لو لم يرض عنها الحزب.

وتقول المصادر ان الهدف هو تشكيل حكومة إنتقالية لا يتمثل فيها “حزب الله” لا مباشرة ولا غير مباشرةً تكون مهمتها اقرار قانون إنتخابي جديد واجراء إنتخابات نيابية مبكرة.

وتؤكد المصادر ان هذه المحاولات سقطت، أقله في هذه المرحلة، مع اصرار “حزب الله” من جهة على بقاء الحكومة الحالية وعدم سقوطها، ومع إفشال جزء من المساعي لإستقالات من داخلها، في المقابل بدأ الحديث الجدي، وللمرة الأولى عن تعديلات وزارية قد تطال وزراء، بعضهم ممن كان يحضر نفسه للإستقالة.

علي منتش – لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى