Top Sliderحوادث - Incidents

“فاجعة” أب عربي يروي كيف التهمت النيران إبنه الشاب في كندا !

Old Montreal fire: family remembers Walid Belkahla

في لقاء مع راديو كندا في منزله بعد أيام قليلة من جنازة ابنه، يقول رابح بلكحلة، الذي يعمل في مركز جنازة يخدم الجالية المسلمة في مونتريال الكبرى: ’’ليس من المفترض أن ندفن أطفالنا.‘‘

في 27 مارس/ آذار، عندما اتصلت به شرطة مونتريال عبر الهاتف لتسأله عما إذا كان بإمكان أحد الضباط القدوم إلى منزله لإخباره بشيء مهم، فَهِم حينها رابح بلكحلة أنه سيخبره بوفاة ابنه وليد في الحريق الذي اندلع في 15 من نفس الشهر في مبنى في الحيّ القديم في مونتريال.

كان رابح بلكحلة ينتظر هذه المكالمة منذ أيام وظلّ يعتقد هو وعائلته أنّ وليد اختفى فقط وسيعود للظهور.”كان الانتظار مروعاً. أحيانا كنّا نقول إنه هو لأنه لا توجد أخبار عنه. ثم نقول أن وليد ربما نجا من الحريق لكنه كان خائفا واختبأ لأننا لم نعطه الإذن بالذهاب إلى الحيّ القديم في مونتريال”.نقلا عن رابح بلكحلة.

ووفقاً لشهادة هذا الأخير، لم يتسبّب وليد في مشاكل معيّنة لأهله منذ وصوله إلى كندا مع عائلته في سن الرابعة.

رجل جالس على أريكة.

رابح بلكحلة، والد وليد بلكحلة في منزله وهو يتحدّث إلى راديو كندا الدولي.الصورة: RADIO CANADA INTERNATIONAL / SAMIR BENDJAFER

وقبل وفاته كان يتابع دراسته في الصف الخامس الثانوي وكان أمامه ستة أشهر لإكمال الدراسة وكان يعتزم التدريب في مجال البناء.

وأضاف والده أنّه ’’عندما كان طفلاً، كان يلعب كرة القدم، وكان قد تابع تدريبا في التحكيم. ومارس الجودو أيضا. لقد قمنا بتأطيره جيّدا.’’

ويقول رابح بلكحلة إنّ أصدقاء وليد يُعدّون على أصابع اليد الواحدة. كلهم من لافال.

في الآونة الأخيرة ، كان وليد يقيم مع صديق له يعيش مع والديْه في الحيّ نفسه.

وفي مساء المأساة ، طلب منه صديق له كان يستأجر غرفة على منصّة ’’أر بي أن بي‘‘ (Airbnb) في مونتريال القديمة أن يلتقيا هناك.

والتقى بصديق آخر أقنعه بقضاء ليلة الأربعاء إلى الخميس هناك. وفي حوالي الثالثة صباحاً، غادر هذا الأخير ليذهب إلى عمله.

وعندما اندلع الحريق اتصل وليد بصديقه. وقال له إنه ’’لا توجد نافذة ولا يمكننا فتح الباب”، كما ذكر والده الذي لم يكن يعلم بما حدث لابنه.

عدة أشخاص جالسون في قاعة.

صلاة الجنازة في مسجد الأنصار في لافال على وليد بلكحلة يوم 29 مارس/آذار 2023.الصورة: RADIO CANADA INTERNATIONAL / SAMIR BENDJAFER

وفي يوم الجمعة، ’’اتصلت بي والدة صديقه [الذي كان يعيش معه] وسألتني ما إذا كنتُ على علم بالحريق‘‘، وأضافت أنّ ’’وليد قضى فيه‘‘، كما قال رابح بلكحلة.

وردّ عليها : ’’ كيف ذلك؟ وليد عندكم.‘‘

وكانت متأكدة مما تقول لأنها علمت بما حدث لوليد من الشخص الذي كان يستأجر غرفة منصّة الـ’’أر بي أن بي‘‘ (Airbnb) .

ويضيف الأب : ’’بعد ذلك اتصلت بهذا الشخص وسألته عما إذا كان متأكداً من أنه وليد. أخبرته أن وليد ربما يكون قد خرج قبل اندلاع الحريق. لكنه أكد لي أن وليد اتصل به وقال له: أنا عالق.‘‘

وبقي وليد عالقا مع فتاة أخرى لا يعرفها تُدعى شارلي لاكروا كانت تقيم في إحدى الغرف.

وبسبب الأبواب الخشبية القديمة لم يتمكّنا من الخروج. ’’يتضخم الخشب تحت تأثير الحرارة والرطوبة‘‘، وفقاً لرابح بلكحلة.

واتصل هذا الأخير فيما بعد بالمستشفيات وأقسام الشرطة على أمل العثور على ابنه.

وبعد 10 أيام تمكنت الشرطة من التعرف على جثة وليد وإبلاغ الوالدين ومن ثم وسائل الإعلام.

عادة يعرف والدا وليد مكان وجوده.

تجمع عدة أشخاص.

حضر أفراد المجتمع وأصدقاء وليد بلكحلة جنازته يوم 29 مارس/آذار 2023 في مربّع المسلمين في مقبرة أورجيل بورجي في لافال.الصورة: RADIO CANADA INTERNATIONAL / SAMIR BENDJAFER

’’عمل في مطعم في لافال عندما كان في الصف الثالث الثانوي وفي متجر آخر، وكان معروفا بين الناس‘‘، كما أكّد أبوه الذي قال إنه ’’إذا رآه أيّ شخص، سيبلغنا عنه.‘‘

ويضيف : “لكننا لم نتوقع ما حدث له. نحن نعيش في لافال وحدث الحريق في الحيّ القديم من مونتريال. ‘‘

وتلقت عائلة بلكحلة دعم الجالية التي حضرت الجنازة مع عدد من الأئمة من كيبيك ونواب قناصل البلدان المغاربية.

وحضر أفراد العائلة من فرنسا والجزائر ونيو برونزويك.

ويقول الأب: ’’تأثّرت أخت وليد الصغرى التي تبلغ الثامنة من العمر بشدة لوفاة شقيقها.‘‘

كان وليد يلاعبها مع شقيقه البالغ من العمر 12 سنة. ’’يصطحبهما للسباحة ويشترى لهما الحلوى. كانا قريبين منه ‘‘، كما يقول والده.

عناصر الإطفاء أمام مبنى تلتهمه النيران.

عناصر الإطفاء وهم يحاولون إخماد الحريق الذي نشب في مبنى في الحي القديم في مونتريال يوم 16 مارس/آذار 2023.الصورة: RADIO-CANADA / SIMON-MARC CHARRON

تحقيق

لقي ستة أشخاص آخرون مصرعهم في الحريق الذي أودى بحياة وليد بلكحلة.

وقالت شرطة مونتريال إن 22 شخصا كانوا داخل المبنى عندما اندلع الحريق. وبالإضافة الى من لقوا حتفهم، اصيب تسعة اخرون ونقلوا الى المستشفى ونجا ستة اخرون.

وأمرت كبيرة محقّقي الوفيات في كيبيك ، باسكال ديكاري، بإجراء تحقيق عام بطلب من وزير السلامة العامة.

ورفع والد أحد الضحايا دعوى قضائية جماعية أمام محكمة كيبيك العليا يطالب فيها بمبلغ 22 مليون دولار كتعويض نيابة عن عائلات ضحايا الحريق.

“ليس من المعقول أن يموت شخص في عام 2023 محترقاً في قلب مونتريال. هنا نتحدث عن السلامة واحترام المعايير. زوجتي لديها دار حضانة، ولدينا جهاز إنذار في المنزل متصل بإدارة الإطفاء والشرطة فكيف يُعقل أنّ المبنى الذي توفي فيه 7 أشخاص لم يكن لديه أيّ جهاز إنذار؟ نقلا عن رابح بلكحلة

وأضاف: ’’عندما أرى ما حدث، أفهم أن صاحب المبنى لا يحترم الناس وما يهمه هو المال فقط.‘‘

وتساءل ’’كيف تمكّن استطاع أن يقوم بذلك في منطقة سياحية وكيف لم ترَ الأجهزة العامة [بلدية مونتريال وحكومة كيبيك] أيّ شيء؟‘‘

وبما أن المبنى احترق بالكامل ، ’’سيكون من الصعب إثبات أي مخالفة ‘‘، وفقاً له.

وبالنسبة له ، ’’للبلدية نصيب من المسؤولية، ولجهاز الإطفاء أيضاّ، وحتى لمصلحة الضرائب الكيبيكية وغيرها من المصالح العامة.‘‘

To read the article in English press here

إقرأ أيضا: وندسور : الشرطة في مسجد دمنين و نائب محلي يزور العراق !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى