دعوة - Dawaa

أمامة بنت أبي العاص .. حفيدة الرسول المحببة إلي قلبه .. و أسرار قلادة أثارت غيرة أم المؤمنين

أمامة بنت أبي العاص رضي الله عنها ، إحدى أحفاد النبي محمد من أكبر بناته زينب رضي الله ، أبوها وابن خالة أمّها هو أبو العاص بن الربيع، وقد كان النبي محمد يحبّها ويحملها على عاتقه وهو يُصلّي بل وكان الرسول يخصها بالهدايا ومنها العديد من القلائد بحسب ما روته أم المؤمنين عائشة

حيث قالت أم المؤمنين  «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ فِيهَا قِلادَةٌ مِنْ جَزْعٍ، فَقَالَ: لأَدْفَعَنَّهَا إِلَى أَحَبِّ أَهْلِي إِلَيَّ. فَقَالَ النِّسَاءُ: ذَهَبَتْ بِهَا ابْنَةُ أَبِي قُحَافَةَ. فَدَعَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بِنْتُ زَيْنَبَ فَأَعْلَقَهَا فِي عُنُقِهَا».

أمامةبنت العاص وقلادةالنبي

وكان لتلك القلادة قصة مثيرة فقدتلقى النبي هدية ذات يوم هدية ، كانت عبارة عن قلادة من الجزع محلاة بالذهب ، فعرضها النبي صلّ الله عليه وسلم على أهل بيته ، فقالوا جميعًا أنهن لم يرين في مثل جمالها أو فخامتها ، عند ذلك تأملها النبيّ ثم قال والله لأضعنها في رقبة أحب أحب البيت إليّ ، انتظروا جميعًا ليروا من التي ستتوج بتلك القلادة من نبيّ الله ، وقالت السيدة عائشة أنها كانت منقبضة القلب خشية أن يعطيها النبي صل الله عليه وسلم ، إلى أخرى فتغار منها.

ويبدو أن تلك الجلبة التي أثارتها القلادة قد أيقظت أمامة الصغيرة التي كانت تلازم بيت جدها ، ولا تبرح كتفيه حتى أثناء الصلاة ، وفور استيقاظها تلقت هديتها من جدها محمد صلّ الله عليه وسلم ، وزينت بها رقبتها.

السيدة  أمامة ولدت  في حياة النبي محمد، تُوفيت أمّها وهي صغيرة عام 8 هـ، لتعيش بكفالة جدّها النبي محمد الذي أحبّها كثيرًا، ، وقد كان أبوها قبيل وفاته عام 12 هـ قد أوصى أن يتزوّجها الزبير بن العوام، إلا أنّ الزبير قد زوّجها من علي بن أبي طالب بعد وفاة زوجته فاطمة بنت محمد، وقد ولدت لعليّ محمد الأوسط.

السيدة  زينب رضي الله عنها ، كانت ترضع يوما  أمامة الصغيرة وتسرد لها قصصًا وروايات بشأن جدها محمد صلّي الله عليه وسلم ، وجدتها خديجة رضي الله عنها ؛ حيث أرادت أن تعلمها بأن الحب هو ما يصنع جذور الإنسان ويرسخها ولا يجعلها عرضة للاقتلاع بسهولة ، فكانت تسرد لها قصة حب أبيها وأمها ، وقصتها هي مع أبي العاص بن الربيع والد أمامة.

ولكن الأمور أخذت بعد مأساويا عند انخرط الأب العاص بن الربيع في حرب  النبي عليه الصلاة والسلام ، حيث كسر قلب زينب ابنة النبي وشعرت بأن كل ما حولها ينهار في لحظات قليلة ، وبعد شفاعة من الأم زينب وعقب أن أطلق النبي سراح أبي العاص ، كان المقابل هو أن يطلق سراح زوجته وابنته ويسمح لهم بالعودة للمدينة

.

وطوال رحلة العودة إلي المدينة كانت الأفكار تراوح عقل ابنة النبي  في مشاعر المودة  التي جعلتها تشفع لزوجها عند أبيها ، هو نفسه الثمن الذي دفعته وانهارت مملكتها التي كانت تظن أنها باقية ، وفي طريقها إلى المدينة هي وابنتها ، انتفض البعير الذي كان يحمل السيدة زينب ، ووجدت أمامها أحد المشركين وقد بدأ يروّعها هي وابنتها بسيفه ، وكانت الأم مستلقية تنزف بشدة وتبكي جنينها الذي كان يحمله رحمها ، وصار الآن خيطًا من الدماء تتشربه رمال الصحراء.

الأحداث المأساوية التي عاشتها السيدةزينب رضي الله عنها لم تنف وجود أحداث سعيدة عاشتها حفيدة النبي  خصوصا  بعد أن أسلم أبيها واجتمع شمل أسرتها من جديد ، حيث رد الجد عليه زوجته ، ولكن لا تدوم السعادة كثيرًا فقد أخذت صحة زينب رضي الله عنها في التدهور ، حتى ماتت.

موت السيدةزينب وحزن أمامة

الرسول صلي الله عليه وسلم  أشرف  على غسل ابنته بنفسه ، فأخبر أن يتم تغسيلها بماء وسدر وكافورًا ، وأن يتم تبليغه فور الانتهاء من مراسم الغُسل ، وما أن تم إبلاغه حتى خلع إزاره ووضعه عليها حتى تشعر باحتضانه لها ، فبكت أمامة وبكي أبو العاص كثيرًا.

وانتقلت أمامة للعيش في كنف الرسول وأهل البيت ووداومت علي الانتقال  من كنف شخص إلى آخر ، ولكن سعادتها لم تدم طويلاً فبعد رحيل الأم رحل الجد عليه الصلاة والسلام ، ثم رحلت الخالة فاطمة تلاها الأب أبو العاص.

العاص بن الربيع كان قد ترك وصية  للزبير بن العوام بأن يأخذ أمامة لتعيش في كنفه هو وزوجته أسماء بنت أبي بكر ، وكان الأخيران يسعيان لمراضاة النبي عليه الصلاة والسلام ، سواء أكان حيًا أم ميتًا ، ولذلك كانا يعرفا مقدار حب النبي لأمامة ، فغمراها بمحبة هونت عليها تلك الأحزان المتتالية.

وحان موعد الفرح من جديد ، حيث تزوجت أمامة بنت زينب من على بن أبي طالب رضي الله عنه ، وظلت تنهل من علمه وكرمه ، وكان علي يحبها حبًا جمًا إلى أن أصبح أميرًا للمؤمنين ، ثم استيقظت ذات يوم على مقتله.

السيدة أمامة ري الله غمرتها مشاعر الحزن علي وفاة سيدنا علي رضي الله عنها حيث أخذت  تدور حول جسد عليّ لا تدري ما تفعل ، وكانت تشعر بمحبته تفوق ما قبل ، انهارت على ركبتيها إلى جواره وظلت تبكي كما لم تبك من قبل ، ورفعت إصبعها بإشارة التوحيد.

وبعد فترة ومن وفاة خليفة الرسول وابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله فوجئت بأمير  معاوية بن أبي سفيان يطلبها للزواج ، ولكنها رفضت الأمراستجابة لوصية  علي قبل موته ، فنفذت وصيته ، ثم تزوجت أمامة من المغيرة بن الحارث وأنجبت غلامًا ، وسألها زوجها ماذا نسميه فأجبات وهي تدور برأسها داخل الغرفة ، فلم تر سوى أطياف كل أحبتها ممن رحلوا ، فقالت سأسميه يحيى .

ولم تمرسويفترة قليلة حتي أسلمت السيدة أمامة بنت العاص الروح لبارئها بعد حياة طويلة حظت خلالها  برعاية الرسول صلي الله عليه وسلم واقتربت من أمير المؤمنين علي وعات معه أوقاتها سعيدة عودتها عن سنوات الشقاء علي فقد الأحية بداية من أمها زينب  ومرورا بالرسول وخالاتها ونهاية بأميرالمؤمنين علي بن ابي طالب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى