دعوة - Dawaa

صحابة تولوا القضاء بأمر الرسول.. ماذا قال لهم؟

اختار النبي صلى الله عليه وسلم عددا من الصحابة لتوليهم القضاء، لما رأى فيهم من مخايله وصلاحهم لتقلده، وقد كانوا ذلك بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
يقول التابعي مسروق: كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عمر وعلي وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري.
وهؤلاء هم المشهورون، لكن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمد آخرين في القضاء منهم:

عقبة بن عامر:

وروى الإمام أحمد عن الصحابي عقبة بن عامر- رضي الله تعالى عنه- قال: جاء خصمان إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يختصمان.
فقال: قم يا عقبة، اقض بينهما، فقلت: بأبي وأمي أنت، يا رسول الله، أنت أولى بذلك مني.
قال: وإن كان فاقض بينهما، قلت: فإذا قضيت بينهما فما لي، وفي لفظ: فقال: «أقضي بينهما على ماذا» ؟ قال: «اجتهد فإن أصبت فلك عشرة أجور» وفي لفظ: «عشر حسنات» ، وإن اجتهدت فأخطأت فلك أجر واحد» .
وروي عن عمر- رضي الله تعالى عنه- قال: جاء خصمان إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال لعمر: اقض بينهما، فقال: أنت أولى بذلك مني يا رسول الله قال: وإن كان.
قال: أقضي وأنت حاضر؟ قال: نعم، قال: فإذا قضيت بينهما فما لي؟
قال: إن أنت قضيت بينهما فأصبت القضاء فلك عشر حسنات وفي لفظ: «عشرة أجور، وإن أنت اجتهدت فأخطأت فلك أجر» .

معقل بن يسار:

وقال الصحابي مَعْقل بن يَسَار: أمرني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن أقضي بين قوم فقلت: ما أحسن أن أقضي يا رسول الله! قال: إن الله مع القاضي ما لم يحف عمدا.
وروى عنه أيضا: بعثني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على اليمن قاضيا، وأنا حديث السن.
قال: قلت يا رسول الله، أتبعثني وأنا الشاب أقضي ولا أدري ما القضاء.
وفي لفظ «تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث» ، فضرب بيده على صدري، وقال: اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه وقال: إن الله تعالى سيهدي قلبك ويثبت لسانك، قال: فما شككت في قضاء بين اثنين.

حذيفة بن اليمان:

واختصم قوم إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في خُصّ كان بينهم فبعث حذيفة- رضي الله تعالى عنه- يقضي بينهم، فقضى للذي يليهم القُمُط، ثم رجع إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال: أصبت أو أحسنت.
والقٌمُط: الخشب الذي يكون على ظاهر الخص، أو باطنه ومعاقد القمط تلي صاحب الخص وهو البيت الذي يعمل من القصب.

واقعة غريبة:

وقال عثمان- رضي الله تعالى عنه- لابن عمر- رضي الله تعالى عنهما-: اقض بين الناس، قال: لا أقضي بين رجلين، لا أرى منهما، قال: فإن أباك كان يقضي.
قال: إن أبي كان يقضي فإن أشكل عليه شيء، سأل النبي- صلى الله عليه وسلم- فإن أشكل على النبي- صلى الله عليه وسلم- شيء سأل عنه جبريل، وأنا لا أجد من أسأله وإني لست مثل أبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى