Canada - كنداTop SliderWorld - العالم

كندا تفرض عقوبات جديدة على إيران و وزيرة الخارجية تتحدث عن “جحيم” السودان

Canada sanctions Iranian regime for continued human rights violations

أعلنت كندا عن فرض عقوبات إضافية على النظام الإيراني، في رزمة حادية عشرة من العقوبات على نظام الملالي منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2022 لانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان.

وقالت أمس وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إنّ هذه العقوبات تستهدف كياناً واحداً، هو سجن رجائي شهر الذي تنفّذ فيه السلطات أحكاماً بالإعدام، بالإضافة إلى تسعة أفراد.
وبذلك تكون كندا قد فرضت حتى الآن عقوبات على 156 مسؤولاً و192 كياناً في إيران.

ومن بين الأشخاص المستهدَفين بالعقوبات الجديدة عناصرُ من ’’شرطة الأخلاق‘‘ التي اعتقلت مهسا أميني، المرأة الشابة التي أثارت وفاتها غضباً واحتجاجات واسعة ضدّ النظام الإيراني.
يُذكر أنّ أميني البالغة من العمر 22 عاماً توفيت في 16 أيلول (سبتمبر) 2022 في أحد مستشفيات طهران بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق بتهمة ’’ارتداء ملابس غير لائقة‘‘.

كما استهدفت العقوبات الجديدة نائب قائد قوات حرس الثورة الإسلامية في محافظة سيستان وبلوشستان حيث خلّفت حملات قمع عنيفة على التظاهرات الاحتجاجية عشرات القتلى في صفوف المدنيين.
كما اتخذت كندا إجراءات ضد قادة ’’بارافار بارس‘‘، وهي شركة إيرانية كبيرة تنتج طائرات بدون طيار وتتزوّد منها روسيا في حربها ضدّ أوكرانيا.

وتحظر العقوبات المعتمدة أيّ صفقة أو معاملة مع الأفراد والكيانات المشمولين بها، ممّا يؤدي عملياً إلى تجميد الأصول التي قد يملكونها في كندا.
ويُحظر أيضاً على الأفراد المُعاقَبين لانتهاكات جسيمة وممنهجة لحقوق الإنسان دخولُ كندا بموجب قانون الهجرة وحماية اللاجئين.

و قالت الوزيرة جولي.’’التزام كندا بحقوق الإنسان لا يتزعزع، وسنمنح دائماً صوتاً لأولئك الذين يحتاجون إلى دعمنا، كنساء إيران ورجالها وأطفالها‘‘.
“سنواصل بذل كل ما في وسعنا للرد على أعمال النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار والتي لا تطال فقط الشعب الإيراني بل تؤثر أيضاً على السلام والأمن العالمييْن”.

وزيرة الخارجية تتحدث عن “جحيم” السودان
الكنديون الذين تم إجلاؤهم من السودان في الأيام الأخيرة عانوا ’’الجحيم‘‘، حسب وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي التي أكدت مجدداً أنّ حكومتها تبذل كل ما في وسعها لمساعدة السودان وشعبه على استعادة السلام.

’’ما يهرب الناس منه الآن هو الجحيم. يخشى الناس الخروج إلى الشوارع لأنها خطرة. لا ماء هناك ولا دواء ولا طعام. باختصار إنه وضع لا يُطاق‘‘، قالت الوزيرة جولي أمس الأول من العاصمة الكينية نيروبي في مقابلة مع وكالة الصحافة الكندية.

و تابعت :” الأشخاص الذين قابلتهم هم في بعض الأحيان كنديون، وأحياناً دبلوماسيون لدينا، وأحياناً لاجئون، وهم بكل تأكيد مصدومون من تجاربهم، ونحن هنا لمساعدتهم”.
وخلال حديثها مع وكالة الصحافة الكندية كانت الوزيرة جولي تختم زيارتها إلى كينيا حيث استمعت إلى شهادات أشخاص فروا من أعمال العنف في السودان.

كما التقت وزيرة الخارجية الكندية بقادة دول أُخرى في شرق إفريقيا لمناقشة ما يمكن أن تقوم به كندا للمساعدة في إعادة السلام إلى السودان الذي يشهد معارك عنيفة بين القوات المسلحة الحكومية و’’قوات الدعم السريع‘‘ شبه العسكرية منذ 15 نيسان (أبريل).

ولم تخفِ جولي أنها تأثرت بكل هذه القصص، لاسيما بقصص الأشخاص الذين شاركوا في عمليات الإجلاء. واستشهدت بشكل خاص بفريق عمل السفارة الكندية في الخرطوم الذي أمضى ساعتين يخبرها بالتفصيل كيف جرت عمليات الإجلاء.
’’كان الناس خائفين على أرواحهم، لكن عليهم أيضاً أن يتعايشوا حالياً مع واقع هو أنهم اضطروا إلى مغادرة منازلهم وترك الأشخاص الذين يحبونهم‘‘، أضافت جولي.

وحكَمَ العسكر السودان في معظم تاريخه الحديث. وحاولت البلاد إقامة نظام مدني في السلطة، لكن المفاوضات انهارت فجأة الشهر الماضي.
واليوم هناك جنرالان، كلاهما لا يحظى بشعبية في أوساط السكان، يتنافسان على السلطة: الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي يرأس المجلس السيادي الانتقالي، والفريق أول ركن محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي الذي يقود ’’قوات الدعم السريع‘‘ شبه العسكرية.

وتسببت المعارك بين الطرفيْن حتى الآن بسقوط 550 قتيلاً على الأقل ونحو 5000 جريح وتهجير نحو 450 ألف مدني من ديارهم، انتقل منهم نحو 115 ألفاً إلى البلدان المجاورة.
’’إنها حرب من أجل السلطة والسيطرة‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية.

وكينيا، التي زارتها الوزيرة جولي، تسعى لتنسيق كيفية استجابة البلدان المجاورة للسودان للأزمة التي تعصف به من خلال الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD)، وهي مجموعة مكرسة للسلام والازدهار في دول شرق إفريقيا.

’’رأيت إلى أيّ حدّ هو الدور الذي تقوم به كينيا، وبإمكانها حتى القيام بدور أكبر في (حلّ) هذه الأزمة. ويجب أن نكون حاضرين لدعمها، لأنّ هذه هي أفضل طريقة للوصول إلى حلّ بقيادة إفريقية‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية.

عائلة عبّادي ورحلة الثلاثة أيام للإجلاء من السودان إلى كندا

ثلاثة أشخاص على متن طائرة عسكرية.

كانت الكندية السودانية داليا عبادي متواجدة في السودان مع عائلتها عندما اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

ووصلت إلى كندا يوم الأربعاء 26 أبريل/نيسان مساءً بعد عمليةّ إجلاء دامت ثلاثة أيام.

كانت السيدة عبادي تقيم في حي الرياض بالخرطوم، والذي شهد اشتباكات كثيرة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ، لكن ’’لحسن الحظ لم نصب بأيّ أذى‘‘، كما أوضحت في مقابلة عبر الهاتف مع راديو كندا الدولي هذه المدير للموارد البشرية في إحدى الشركات في تورنتو.

واضافت أنّ حيها يبعد دقائق قليلة عن مطار الخرطوم ومقر القوات المسلحة حيث ’’دارت غالبية الاشتباكات.‘‘

وانتظرت هي ووالداها لمدة عشرة أيام في العاصمة السودانية قبل أن يتمكّنوا من الخروج من السودان والالتحاق ببيتهم في كندا.

كنّا نتّصل يوميًّا بوزارة الشؤون العالمية، لنرى مع موظّفيها ما إذا كانوا سيقومون بإجلائنا أم لا؟

نقلا عن داليا عبادي
امرأة على متن طائرة عسكرية.

والدة داليا عبادي على متن الطائرة العسكرية الألمانية التي أجلت عائلة عبادي وآخرين من السودان.الصورة: DALIA ABBADI

وفي كل مرة، ’’كان يُقال لنا نفس الشيء وهو إنه لا توجد هناك إمكانية لإجلائنا وأنهم كانوا يبحثون عن الخيارات المتاحة. أحياناً كنت أتصل بهم عدة مرات في اليوم‘‘، كما أضافت المرأة التي وُلدت في المملكة العربية السعودية لأبوين سودانيين وهاجرت معهما إلى كندا وهي في سن السابعة.

وتقول إنها شعرت بالإحباط لسماع أن دولاً أخرى كانت تقوم بإجلاء مواطنيها في ذلك الوقت.

ويوم الأحد الماضي، تلقت رسالة بريد إلكتروني من وزارة الشؤون العالمية الكندية. وكانت خدمة الانترنت مقطوعة حينها في السودان باستثناء عدد قليل من العملاء المحظوظين.

وتقول داليا عبادي : ’’لحسن الحظ، كان الإنترنت يعمل على هاتف زوج ابنة عمي. شاركني خدمته وتمكنت من رؤية رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بي على هاتفي. أخبرتنا وزارة الشؤون العالمية الكندية أنه سيكون هناك إجلاء في اليوم التالي تنظمه هولندا وأن هناك 20 مقعداً متاحاً.”

وكانت الرحلة مبرمجة من قاعدة وادي سيدنا الجوية التي تبعد بنحو 22 كيلومترا شمال الخرطوم.

وتضيف السيدة عبادي أنّ خدمة الخرائط لِغوغل’’غوغل مابز‘‘ (Google Maps) ’’ تشير إلى أن المسافة بين حيّنا والقاعدة العسكرية يمكن قطعها في غضون ساعة.‘‘

أشخاص يصعدون على متن طائرة عسكرية.

تمّ إجلاء مجموعة من المواطنين من جنسيات مختلفة على متن طائرة عسكرية ألمانية من الخرطوم بالسودان إلى الأردن.الصورة: DALIA ABBADI

لكن بسبب نقاط تفتيش الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على الطريق، يستغرق الوصول إلى القاعدة العسكرية ساعتين ونصف الساعة على الأقل.

وتضيف داليا عبادي ’’استفسرنا مع الجيران والمعارف على طريق آمن وانطلقنا في الساعة 6:30 صباحاً إلى القاعدة العسكرية، سائلين الله أن نصل إلى هناك سالمين.‘‘

وتضيف قائلة إنّها أخفت هي وعائلتها جوازات السفر.

ووفقاً لها، فقد قامت بذلك لتجنب الأعمال الانتقامية من قبل القوات شبه العسكرية التي تضيق الخناق على أولئك الذين يحاولون الإجلاء عبر هذه القاعدة، لأن الجيش السوداني يديرها.

وعندما وصلوا إلى القاعدة العسكرية في حوالي الساعة 8:30 صباحاً، وجدوا أن هناك طائرات عسكرية من السويد وفرنسا وألمانيا، لكن لم تكن هناك أيّ طائرة هولندية.

وقد تعمّدوا الوصول مبكراً للصعود على متن الطائرة الهولندية التي كان من المفترض أنها تغادر في الساعة 11:30 وكان من المقرر أن تقلهم إلى عمان في الأردن.

وعندما سألوا أين هي الطائرة، قيل لهم إنها أقلعت في وقت سابق.

وبعد هذه الصدمة، عاد الأمل لداليا عبادي ووالديها عندما أبلغهم الألمان أنه يمكنهم نقلهم إذا لم تعد أي طائرة هولندية.

وانتظرت العائلة في الحرّ حيث بلغت الحرارة 40 درجة مئوية في ذلك اليوم في الخرطوم.

شخصان على متن طائرة عسكرية.

داليا عبادي (يمين الصورة) مع والدها على متن الطائرة التابعة للجيش الألماني التي أقلّتهما من الخرطوم إلى قاعدة الأزرق العسكرية في الأردن.الصورة: DALIA ABBADI

وفي حوالي الساعة 3:00 مساءً أخذهم الألمان على متن طائرة عسكرية إلى الأردن. وبعد رحلة استغرقت ثلاث ساعات ونصف الساعة وصلوا إلى قاعدة الأزرق العسكرية التي تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر شرقي عمان.

وبعد عمليات فحص أخرى لأوراق الركاب قام بها الألمان، استقلوا طائرة عسكرية أخرى نقلتهم إلى برلين بعد رحلة استغرقت ست ساعات.

وفي برلين ، كان عليهم الاعتماد على أنفسهم سواء كان ذلك للإقامة في فندق أو للوصول إلى كندا.

وذكرت دالي عبادي أن أسعار تذاكر الطائرات كانت ’’مرتفعة للغاية لأنّ حجوزاتنا جاءت متأخّرة.‘‘

لم تكن لعائلتي مشكلة مالية. حصلنا على مساعدة من أقاربنا في كندا. ولكنّ كان هناك [سودانيون كنديون] آخرون يعانون من ضائقة مالية شديدة. ومع ذلك، كان بإمكانهم الحصول على قرض من الحكومة الكندية لتغطية مصاريفهم. 

نقلا عن داليا عبادي

ونظراً لأن والديها مسنان ويعانيان من مشاكل صحية (مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ، من بين أمور أخرى) ، فقد قرروا البقاء ليوم واحد في برلين قبل مواصلة رحلتهم إلى كندا.

ثمّ استقلّ الجميع رحلة إلى تورونتو عبر العاصمة البولندية وارسو.

وختمت داليا عبادي حديثها قائلة : ’’الحمد لله ، إذا نظرت إلى الوضع برمته ، فنحن في وضع جيد مقارنة بمن تركناهم وراءنا في السودان. أنا في المنزل مع عائلتي .‘‘

تدعو وزارة الشؤون العالمية المواطنين الكنديين المتواجدين في السودان والذين يحتاجون إلى مساعدة قنصلية طارئة للاتصال بمركز مراقبة الطوارئ والاستجابة :

عبر الهاتف على الرقم : 8885-996 613 1+

عبر الرسائل النصية على الرقم : 3685-686 613 1+

عبر تطبيق الواتساب (WhatsApp) : 1 613 909-8881+

عبر تطبيق ’’تيليغرام‘‘ (Telegram) : Canada Emergency Abroad

عبر البريد الإلكتروني : sos@international.gc.ca

(RCI)

To read the article in English press here

إقرأ أيضا: “من وندسور و من أصول عربية” قائمة أخطر المطلوبين في كندا ومكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عنهم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى