Iraq - العراقLebanon - لبنانSyria - سورياTop SliderWorld - العالم

الحرب الأميركية – الإيرانية من باردة إلى شديدة السخونة… وماذا عن لبنان؟

دخلت الحرب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران مرحلة جديدة بعد إغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي جاء بعد إستهداف الجيش الأميركي “مجوعة من “الحشد الشعبي” على الحدود العراقية – السورية، ما يعني نسفًا لأية جسور بين الدولتين، في الوقت الذي بدت فيه التهديدات الإيرانية على مقتل سليماني عالية النبرة، مما ينذر بمرحلة خطيرة جدًا وغير مسبوقة في تاريخ العلاقات الأميركية – الإيرانية، التي شهدت في الآونة الأخيرة توترًا متصاعدًا.

فالتهديدات الإيرانية لن تكون هذه المرّة مجرد تهديدات، وذلك لما كان يرمز إليه الجنرال سليماني بالنسبة إلى حركات المقاومة في وجه الأميركيين، والدور الذي لعبه في تجييش “الحشد الشعبي” في العراق، فضلًا عمّا قام به من أدوار في سوريا في محاربة “داعش” وأخواتها، والعلاقة الوطيدة التي تربطه مع قيادة “حزب الله” في لبنان.

ولأن هذه التهديدات لن تكون محصورة في إطار الردّ على إغتيال سليماني، بل ستتخطى هذه المسألة، على أهميتها، لتطاول الوجود الأميركي في المنطقة، وما يمثله هذا الوجود من تحدٍ سافر لرافضيه ولرافضي السياسة الأميركية، الأمر الذي سيدخل المنطقة في حرب مفتوحة غير معروفة النتائج، مع إحتمال توسيع بيكار العمليات التي ستستهدف أي وجود أميركي، عسكريًا كان أم مدنيًا، حتى الوصول إلى إعلان حالة حرب شاملة قد تمتد إلى جنوب لبنان، وإمكانية فتح الجبهة الجنوبية ضد إسرائيل، التي تعتبرها إيران الذراع التنفيذية للإدارة الأميركية في المنطقة، وهذا يعني، من حيث المبدأ، إنغماس “حزب الله” في هذه الحرب، التي سبق للسيد حسن نصرالله أن اكد في أحد مواقفه في ذكرى عاشوراء على وحدة محور المقاومة في المنطقة، وقال إن “قائد مخيمنا اليوم هو الإمام الخامئني ومركزه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحاول أميركا أن تحاصره”. كما توجه إلى الخامنئي بالقول: “في وجه أميركا وإسرائيل ما تركناك يا ابن الحسين”، مستنداً إلى الشعار الحسيني لمراسم عاشوراء هذا العام “أنبقى بعدك؟”

وعليه، فإن الردّ على عملية إغتيال سليماني لن يكون محصورًا في زمان ومكان محدّدين إذ يُرجح أن يشمل الوجود الأميركي في العراق وفي سوريا وفي لبنان، الأمر الذي يجعل الإحتمالات مفتوحة على خيارات عدّة، بعدما دخلت المواجهة الإيرانية – الأميركية مرحلة مصيرية بالنسبة إلى النظام الإيراني، الذي سيحاول إستخدام جميع الأوراق في حربه المفتوحة والشاملة مع الأميركيين، حيثما وجدوا وحيث يمكن أن يكون الردّ موجعًا مع ما يتناسب مع حجم العملية الأميركية.

وإستنادًا إلى القراءات الأولية لردود الفعل الإيرانية يمكن الإستنتاج أن مرحلة ما بعد إغتيال سليماني لن تكون كما قبلها، وهذا ما يتوقعه الأميركيون، الذين يدركون أن الردّ الإيراني سيكون موجعًا، وهذا الأمر سيقود المنطقة إلى حرب مواجهة ستستخدم فيها، من كلا الطرفين، كل الأسلحة الممكنة في حرب لا يعرف أحد مداها، وما يمكن أن تسفر عنه، ومدى تأثيرها على وضعية الدول، التي لإيران نفوذ فيها، ومن بينها لبنان، الذي سيتأثر بهذه التداعيات، وهو الذي يقف على شفير الهاوية، عشية ولادة حكومة جديدة فيه، وإمكانية تعثر هذه الولادة بما يمكن أن يطرأ من مستجدات ميدانية، في السياسة والأمن.

 لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى