Lebanon - لبنانTop Slider

وزراء مش شاطرين إلاّ بالحكي!

لو لم يكن لبنان في مواجهة حادة مع “كرونا” فايروس، الذي غزا العالم ولم يوفرّ بلدًا واحدًا ولم يسلم أحد من شرّه،
ولو لم يكن لبنان يرزح تحت أثقال كبيرة، منها ما هو مالي، ومنها ما هو إقتصادي، حتى لا نقول إنه وصل إلى الخط الأحمر من إعلان حالة إفلاس حتمية، بعدما تعذّر عليه سداد ديونه الخارجية، فإعُتبر بلدًا متعثرًا، وهي صفة ملطّفة لصفة الإفلاس،

لو لم يكن لبنان واقعًا حجرًا بين شاقوفي العقوبات الإقتصادية التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية ضد “حزب الله”، التي تعتبره واضعًا يده على الحكومة، على رغم نفي الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله هذا الأمر،
لو لم يكن لبنان واقعًا تحت ديون باهظة مكلفة وتقع على كاهل كل لبناني، وتأكل من رصيده ومن مستقبله،
ولو لم يكن وضع المصارف فيه بهذا المستوى من الإنهيار، بعدما كان العمود الفقري للإقتصاد الوطني،
ولو لم يكن في لبنان إنتفاضة على الفساد والمفسدين، وعلى كل الأمور غير “الظابطة”،
ولولا كل هذا معًا، سواء بالمفرق أو بالجملة، لكانت حكومة حسّان دياب، والتي تضم مستشارين لفاعليات سياسية، تقارب خط “المقبول”.
أمّا وحال لبنان على ما هو عليه فإن هذه الحكومة قد تصلح لأن تكون مناسبة مع أوضاع تسجّل صفر مشاكل وهموم، أو قد تكون صالحة لبلد من غير “كوكبنا”، ليس فيه هذا الكمّ من التعقيدات، التي تحتاج لحلها إلى حكومة غير هذه الحكومة.

أمّا وقد صودف أن الظروف التي مرّ بها لبنان بعد إستقالة حكومة الرئيس الحريري فرضت حكومة كالتي أمامنا، فإن التعامل معها سيكون على قاعدة “من الموجود جود”، إلاّ أن الطريقة التي تتعاطى به الحكومة الماثلة أمامنا تثير أكثر من علامة إستفهام، إذ أن جميع القرارات التي تتخذها تأتي متأخرة. فلو أتت في توقيتها الصحيح لكانت وفرّت علينا الكثير من المعاناة ولما كان إدرج لبنان على لائحة الدول التي تُعتبر موبوءة، ولما كان الناس مضطرّين إلى إتخاذ أقصى درجات الوقاية على الصعيد الفردي.
وآخر القرارات التي أتت متأخرة ما قررته وزارة الشؤون الإجتماعية بالنسبة إلى الحصص الغذائية، التي ستوزّع على العائلات الأكثر حاجة إلى المساعدة لكي يبقى أفرادها في منازلهم وألاّ يضطرّون إلى العمل، بإعتبار أنهم إن لم يعملوا لن يستطيعوا تأمين قوت عيالهم، إذ كان على الحكومة إستباق الأمور قبل حصولها، وكان عليها إستدراك مفاعيل أي قرار تتخذه أو ستتخذه مستقبلًا.
فبدل من شعار “مواجهة التحدّيات”، وهي كثيرة هذه الأيام، كان الأجدى بالحكومة أن تتخذ شعار “Mieux vaut tard que jamais”، لأن الناس إعتادوا على أن تأتي القرارات الحكومية في غير توقيتها الصحيح، فيكون مفعولها أقل بكثير مما هو مأمول منها.
لا نسمع من وزاء “المواجهة” سوى الكلام، وما اكثره هذه الأيام، تمامًا كمن يسمع جعجعة ولا طحيناً في المطحنة.
هذه هي حالنا مع حكومة الزمن الصعب.

اندريه قصاص – lebanon24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى