Canada - كنداTop SliderWINDSORمقالات - Articles

18+ الشذوذ بين الحرق و الفرض و ما دور الآباء ؟ … ( صدر العدد الجديد )!

*بقلم: محمد هشام خليفة / وندسور – كندا 

عزيزي القارئ عزيزتي القارئة قد أطيل عليكم قليلا لكن أجد أنه من الأهمية بمكان بيان موضوع شغل بال الآباء و الأمهات خاصة في الآونة الأخيرة ألا و هو موضوع الأيديولوجية الجندرية والمناهج الداعمة للشذوذ التي يتم فرضها بطرق مختلفة في مدارسنا الكندية من مرحلة رياض الأطفال حتى نهاية التعليم الثانوي.

أولا دعوني أنقل إليكم بعضا من العقوبات التي فرضتها المجتمعات و الحكومات الغربية تحديدا في السابق على من يرتكب هذا الفعل و كيف تحولت مع مرور الزمن هذه الممارسة من ترهيب مرتكبها إلى ترهيب معارضيها !

في القرن الثاني عشر و تحديدا سنة 1102 ميلادية اتخذ مجلس لندن تدابير لضمان أن عامة الشعب الإنكليزي يعلم أن المثلية الجنسية خطيئة و بعدها بـ 20 عاما أو في سنة 1120 – عقد بلدوين الثاني ملك مملكة بيت المقدس مجلسه لمعالجة الرذائل داخل المملكة و دعا المجلس إلى حرق الأشخاص الذين يمارسون السدومية بشكل دائم.

و بعدها بـ 20 عاما أو في سنة 1140 – جمع الراهب الإيطالي جراتيان كتابه مرسوم جراسيانو حيث جادل بأن السدومية هي أسوأ كل الخطايا الجنسية لأنها تنطوي على استخدام العضو بطريقة غير طبيعية.

و في سنة 1232 – بدأ البابا غريغوري التاسع محاكم التفتيش في المدن الإيطالية.التي دعت بعض المدن إلى الإبعاد و/أو البتر كعقوبات على من يعثر عليه يمارس السدومية للمرة الأولى وللمرة الثانية وإلى حرق من يمارسه للمرة الثالثة أو المعتاد على ممارسته.

و في سنة 1260 – في مملكة فرنسا، كان من يعثر عليه يمارس السدومية للمرة الأولى يخسر خصيتيه، ومن يعثر عليه للمرة الثانية يخسر عضوه الذكري، وكان يتم حرِق من عثر عليه للمرة الثالثة. وكان يمكن تشويه النساء وإعدامهن إذا ماعثر عليهن في يمارسن الجنس المثلي.

و في سنة 1265 – جادل القسيس توما الأكويني بأن السدومية في المرتبة الثانية فقط بعد البهيمية في ترتيب خطايا الشهوة.
بل ذهب تشديد العقوبة إلى أكثر منزلك سنة 1283 -حيث نص قانون بوفيه على أنه يجب ألا يتم حرق من يحكم عليه في قضايا السدومية فقط بل أيضاً يجب مصادرة ممتلكاتهم.

و ظلت هذه الممارسة تشهد أنواعا مغلظة من العقوبات حتى القرن الرابع عشر و تحديدا سنة 1424 حين قام الراهب والواعظ الديني برناردينو من مدينة سيينا الإيطالية بالتبشير ضد المثلية الجنسية ودعا إلى نبذ من يمارس السدومية من المجتمع.

هذه و شهدت العقوبات في القرن الخامس عشر و القرن السادس عشر بعض التقلبات على سبيل المثال:
في سنة 1533 – مرر هنري الثامن ملك إنجلترا قانون السدومية 1533 ما جعل عقوبة الجنس من الدبر والبهيمية الإعدام في جميع أنحاء إنجلترا.
لكن في سنة 1553 اعتلت ماري الأولى ملكة إنجلترا العرش الإنجليزي وازالت جميع القوانين التي أقرها هنري الثامن ملك إنجلترا خلال الإصلاح الإنجليزي في ثلاثينيات القرن 16.
ثم بين سنة 1558-1563 أعادت إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا القوانين القديمة لهنري الثامن ملك إنجلترا، بما في ذلك قانون السدومية 1533.

و ظلت العقوبات على هذا المنوال في غالبية الدول الغربية في القرن السابع عشر حتى وصلنا إلى القرن الثامن عاشر و فيها بدء أول تحول تاريخي و تحديدا في العام 1791 – حين تبنت مملكة فرنسا قانون عقوبات جديد ألغى تجريم السدومية. وبذلك تصبح فرنسا أول دولة في غرب أوروبا تشرع وتقنن (تلغي تجريم) العلاقات الجنسية المثلية بالتراضي بين البالغين. ثم تبعتها بلجيكا و بلاد أخرى .

و بالانتقال إلى القرن التاسع عشر و تحديدا سنة 1803 – تم تسجيل آخر إعدام من طرف سلطات دولة بسبب السدومية بين الذكور في أوروبا القارية وتحديدا في الجمهورية الباتافية.

و في سنة 1861 في إنجلترا، تم تعديل «قانون الجرائم ضد الأشخاص لإزالة عقوبة الإعدام بسبب السدومية وأصبحت العقوبة السجن من 10 سنوات إلى مدى الحياة.

و في سنة 1867 و تحديدا في 29 أغسطس 1867، أصبح كارل هاينريش أولريكس أول شخص شاذ يتكلم علنا ويدافع عن حقوق المثليين عندما ناشد في مؤتمر القضاة الألمان في ميونخ لأجل قرار يحث على إلغاء القوانين المناهضة للمثليين.

و بالإنتقال إلى الولايات المتحدة الأمركية أكبر داعم للمثليين في الوقت الحالي في سنة 1903 و في مدينة نيويورك تم تسجيل أول مداهمة قامت بها شرطة نيويورك على حمام المثليين و تم إلقاء القبض على 26 رجلاً وتم تقديم 12 منهم للمحاكمة بتهم السدومية. تلقى 7 رجال عقوبات تتراوح ما بين 4 إلى 20 سنة في السجن.

لكن في هذه الفترة بدأت تتعالى الأصوات المؤيدة لحقوق المثليين / الشواذ و تم نشر روايات و أشعار و أفلام لتأييدهم و في سنة 1924 تم تأسيس أول منظمة تدافع عن حقوق الشاذين جنسياً في أمريكا بواسطة هنري جربر في شيكاغو.

إزدادت الحركات المؤيدة لهذه المجموعة حتى أن في كندا و تحديدا في عام 1964 تم تأسيس أول منظمة تدافع عن المثليين جنسياً وتأسيس أول مجلة للمثليين (في فانكوفر و تورونتو).

و في العام نفسه أي سنة 1964 أسس «تيد نورتو» في كندا جمعية «المحكمة الإمبراطورية في كندا»، وهي مجتمع ملكي يتكون أساسا من شخصيات يلبسن ملابس نسائية، وأصبحت الجمعية قوة دافعة في الجهود الرامية إلى تحقيق المساواة للمثليين في كندا. (لدى الجمعية الآن أكثر من 14 فرعًا في جميع أنحاء البلاد وهي أقدم منظمة للمثليين تعمل باستمرار في كندا).

أقف عند هذا الحد في السرد التاريخي لأننا نعلم إلى أين وصلت الأمور بعد ذلك فلا يخفى على أحد أنه بات يتم ترهيب من يستخدم مصطلح شاذ عوضا عن مصطلح مثلي ، لكن السكوت لم يعد ممكنا حين وصلت الوقاحة إلى فرض هذه الممارسات على أبنائنا في المدارس تحديدا !

و بات الجميع يعلم ما حدث في المدارس الكندية و تحديدا في وندسور من توبيخ الأساتذة للطلاب المسلمين تحديدا بسبب امتناعهم عن الحضور في “يوم الفخر” و الأخطر من ذلك إغلاق مجلس إدارة المدارس العامة إجتماعاته في وجه الأهالي لكي لا يواجه سيل المعترضين منهم و كيف أنه تجاهل الوقفات و المظاهرات المنددة بسياسته خاصة و أنه يتم التعاطي مع الأطفال في هذه المسائل دون معرفة الأهل.

ما دور الآباء ؟

نحن اليوم أمام مسئولية تاريخية فلا يمكن أن نمتعض أو نستنكر ضمن مجالسنا الضيقة فقط بل يجب علينا رفع الصوت في بلد يقدس الديمقراطية فالغالبية العظمى من الأهالي ترفض مثل هذه الممارسات ولعل أكبر دليل على ذلك الإستطلاع الذي أجرته إحدى المحطات الإذاعية (الداعمة للمثليين) حيث طرحت سؤال و جاء على الشكل التالي :
هل تؤيد سياسة مجلس إدارة المدارس العامة في وندسور التي تسمح للموظفين “باستيعاب” هوية الطالب والتعبير الجنسي دون استشارة أو إبلاغ أولياء الأمور؟
و أجاب 9,638 شخص أي 94% بلا مقابل 7% فقط بنعم.

إن مشاركة الآباء في أي تحرك أو أي وقفة قادمة هو أمر في غاية الأهمية خاصة و أنه يتم الإعداد لمظاهرة ضخمة في الأسابيع القادمة مع إنطلاق العام الدراسي الجديد ولمن يعتقد أن السيل لن يطاله و أنه و أبنائه يجلسون على جبل من الإيمان و الأخلاق يعصمهم من الماء تذكر الأحداث التاريخية فمن كان يخطر على باله أن تُرفع أعلام الشاذين / المثليين على المدارس الكاثوليكية ؟ ولا ندري إن لم نقف في وجه السيل لربما نرى الإعلام تُرفع فوق مدارسنا الإسلامية بعد 20 أو 30 عاما !

نحن اليوم بحاجة إلى أن نكون مسلمين و مسيحيين و من جميع الأطياف يجب أن نكون يدا واحدة لكي نحمي أبنائنا من الشذوذ الفكري الذي يمارس عليهم و تحديدا في المدارس لكي لا نصل إلى يوم نرى فيه أن الحرق قد تحول إلى فرض !

رابط العدد الجديد PDF: NEW Issue press here

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى