World - العالم

طالبان بعد السيطرة.. تركيا تنظر بإيجابية والسفير الروسي يجتمع بالحركة في كابل

قالت تركيا إنها تنظر إلى رسائل طالبان بإيجابية حتى الآن، وفي حين يعقد السفير الروسي اجتماعا مع قياديين بالحركة في العاصمة الأفغانية كابل، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن على حكومة بلاده أن تكون عملية في التعامل مع الواقع الجديد، وذلك بعد يومين من سيطرة طالبان على مقاليد السلطة هناك.

وأعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن نظرة بلاده الإيجابية إلى رسائل طالبان حتى الآن، وقال إن أنقرة ستدعم وحدة أفغانستان وسلامها.

وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني في عمّان، أضاف جاويش أوغلو أن تركيا ستواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف الأفغانية، ومن ضمنها حركة طالبان.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إنه يأمل أن يتوافق الفرقاء الأفغان على حماية بلادهم ومصالحها. وأضاف الصفدي أن ضمان الأمن والاستقرار والحفاظ على حقوق المواطنين هي الخطوات الأهم حاليا حتى لا تنزلق الأمور في أفغانستان.

وفي السياق ذاته، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في مكالمة هاتفية- مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن تطورات الوضع في أفغانستان.

وقالت الخارجية الروسية -في بيان- إن بلينكن أبلغ الجانب الروسي بالإجراءات التي تتخذها الإدارة الأميركية في إطار عملية إجلاء موظفي سفارتها في كابل، وتسوية الوضع الإنساني.

من جانبه، أبلغ لافروف نظيره الأميركي بتقييمات موسكو للوضع الحالي، وتفاصيل اتصالات السفارة الروسية لدى كابل مع ممثلي جميع القوى السياسية الرئيسة هناك.

وأشار البيان إلى أن الوزيرين اتفقا على مواصلة المشاورات بمشاركة ممثلين عن الصين وباكستان والدول الأخرى المهتمة وممثلي الأمم المتحدة، من أجل المساعدة على تهيئة ظروف مواتية لإطلاق حوار أفغاني شامل في ظل الظروف الجديدة التي تمر بها البلاد.

وبينما ذكرت السفارة الروسية في كابل أن السفير الروسي يعقد اجتماعا مع ممثلي حركة طالبان، أعلنت الخارجية الروسية، أمس الاثنين، أن سفارتها لدى كابل أبرمت اتفاقا مع طالبان يضمن أمن موظفيها.

وجاء في بيان للخارجية أنه “حسب المعلومات المتاحة، فإن الوضع في كابل وفي أفغانستان عموما مستقر”، مشيرة إلى أن طالبان بدأت استعادة النظام العام، ووفرت ضمانات لأمن السكان المحليين والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.

كما أوضحت السفارة في بيانها أن موسكو ستواصل مراقبة التطورات في أفغانستان من كثب.

من جهتها، أعلنت الخارجية الأميركية أن موقف واشنطن من الحكومات القادمة في أفغانستان مرهون “بسلوك طالبان”.

وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، في تصريحات للصحفيين، إن الحكومة في أفغانستان إذا كانت لا تحترم حقوق الإنسان، وتؤوي الإرهابيين فلن نتعاون معها.

وأشار برايس إلى أنهم نقلوا السفارة الأميركية في كابل إلى مطار حامد كرزاي، وأكد أنهم على تنسيق مع شركاء الولايات المتحدة الدوليين، وأن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه، وفي مقدمتهم التركي.

وفي رده على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل اعترافها بالرئيس أشرف غني الذي غادر البلاد، أشار برايس إلى أن أفغانستان لم تشهد مراسم انتقال تقليدية للسلطة، وأن واشنطن ستتحرك بالتوازي مع المجتمع الدولي للاعتراف برئيس أفغانستان.

ولفت إلى أن بلاده تواصل اتصالاتها مع ممثلي طالبان في الدوحة، كما أن الجيش الأميركي يتواصل مع الحركة على الأرض في أفغانستان.

وقد أفاد مراسل الجزيرة بأن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أكد في اتصال مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضرورة الاتفاق على معايير حقوقية تلتزم بها أي حكومة لطالبان تُشكّل في المستقبل.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن هناك حاجة إلى محاولة التأثير بوجه إيجابي على حكام أفغانستان.

وقال إن لندن في الظروف الطبيعية لا تتعامل مع طالبان، ولكن على البريطانيين أن يكونوا عمليين، وفق وصفه.

وأضاف أن أفغانستان لا ينبغي أن تستخدم كأرضية لشنّ هجمات إرهابية على الغرب، وأشار إلى أن طالبان فرضت سيطرتها على أفغانستان بصورة أسرع بكثير من توقعات الغرب.

وذكر وزير الخارجية البريطاني أن الوضع في مطار العاصمة الأفغانية كابل في طور الاستقرار.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن سفارة طهران مفتوحة في كابل وإن القنصلية الإيرانية تواصل عملها في هرات.

رد الفعل الأممي

على صعيد رد الفعل الأممي، دعا مجلس الأمن إلى وقف فوري للعنف في أفغانستان، واستعادة الأمن والنظام المدني والدستوري، وإجراء محادثات عاجلة لحل أزمة السلطة في البلاد.

وحث مجلس الأمن -في بيان- على إنشاء حكومة جديدة من خلال مفاوضات شاملة وموحدة، وضمان المشاركة الكاملة والمتساوية التي تحافظ على حقوق المرأة.

وعبّر البيان عن القلق العميق لدى أعضاء المجلس إزاء عدد الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد، مشددا على الحاجة الملحة إلى تقديم الجناة إلى العدالة.

من جانبه، قال غينغ شوانغ نائب المندوب الصيني في مجلس الأمن الدولي إن الفوضى الحالية في أفغانستان ترتبط ارتباطا مباشرا بالانسحاب السريع للقوات الأجنبية من البلاد.

وأكد شوانغ أن على الدول المعنية الوفاء بالتزاماتها لدعم السلام والمصالحة وإعادة الإعمار في أفغانستان.

المصدر : الجزيرة + وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى