World - العالم

مقتحمو الكونغرس.. من هي “براود بويز”؟ ولماذا يؤمن أعضاؤها بترامب؟

توجهت أصابع الاتهام لأعضاء منظمة “براود بويز” (Proud Boys) باقتحام مبنى الكونغرس، وتعطيل الجلسة المشتركة التي كان يصادق فيها أعضاء مجلسي الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها جو بايدن، وجاءت المظاهرات تلبية لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقبل شهر ونصف نظم مناصرو ترامب تظاهرة كبيرة في قلب العاصمة واشنطن، واستطاعت الجزيرة نت محاورة الكثير من أعضاء منظمة “براود بويز” اليمينية المؤمنة بتفوق العرق الأبيض.

وأثناء كلمة الرئيس ترامب يوم 6 يناير/كانون الثاني الجاري لحشوده قبل بدء مهاجمة مبنى الكونغرس، تحدثت الجزيرة نت مع عدد من أعضاء المنظمة، الذين يمكن تتميزهم بصورة واضحة من ملابسهم شبه العسكرية، التي يطغى عليها اللونان الأصفر والأسود، إضافة لوجود شعارات يضعها البعض على ملابسهم، تتضمن اسم المنظمة.

ولاحظت الجزيرة نت خلال الحديث مع الكثير من أعضاء المنظمة توددهم الواضح للصحفيين، ومحاولتهم إبراز الجانب الإنساني في بعض الحالات، في الوقت ذاته يكررون وبقوة إيمان العديد من نظريات المؤامرة، التي يكررها ويروج لها الرئيس ترامب.

ترامب أمر

يجمع أعضاء المنظمة إيمانهم الكبير بالرئيس ترامب، ويرون أن “الرئيس ترامب يعد أول رئيس يصل للبيت الأبيض معتمدا على أصوات الرجال البيض، لقد استطعنا إيصاله للبيت الأبيض؛ لأنه يتبنى خطابا قوميا أميركيا، ولا يؤمن بالعولمة الكونية، أميركا مختلفة، ويجب أن تبقى كذلك رغم جهود اليساريين الديمقراطيين الليبراليين، وهذا لن يتوقف مع تغير تركيبة أميركا السكانية”، على حد وصفهم.

وطالب ترامب خلال حديثة إلى المتظاهرين بالتوجه لمبنى الكونغرس كوسيلة ضغط على الجمهوريين؛ ليوقفوا عملية التصديق الرسمية والنهائية على نتائج انتخابات المجمع الانتخابي، التي صدقت عليها الولايات كل ولاية على حدة.

وشارك ترامب الآلاف من أنصاره بالاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية من خلال كلمة له كرر فيها ادعاءاته بتزوير الانتخابات، مؤكدا أنه لن يتنازل ولن يعترف بالهزيمة. وأشار ترامب في كلمته إلى أنه تمكن خلال الأسابيع الماضية من جمع أدلة كثيرة على تزوير الانتخابات.

وقبل تحركهم باتجاه مبنى الكونغرس ذكر كينيث، أحد أعضاء جماعة براود بويز، للجزيرة نت، أنه قدم من “ولاية أوهايو مع عدد من أصدقائه كي يمنعوا التصديق على نتائج الانتخابات المزورة لحماية مصداقية الانتخابات والدولة الأميركية”.

اعلان

وأضاف كينيث، الذي كان يتحدث بكل هدوء، “لدي طفلان صغيران، لا أريد لهما أن يعيشا في دولة اشتراكية يعمها الفساد والفقر مثل دولة فنزويلا، ولهذا السبب أنا هنا، وسأفعل كل ما بوسعي من أجل الحفاظ على قدسية العملية الانتخابية ونزاهتها”.

وعلى العكس من كينيث تحدث زميل له وفضل عدم ذكر اسمه، بحدة وتصميم واضح عن أهدافه من وجوده في واشنطن.

وقال “لو أستطيع أن أشنق قادة الحزب الديمقراطي في قلب العاصمة واشنطن لفعلت؛ كي يكونوا عبرة لمن يأتي بعدهم في المستقبل. هم يعبثون بأهم ما نملك.. الانتخابات الحرة. هم يتآمرون على الشعب الأميركي الطيب ويريدون القضاء على حريتنا للتحكم بنا، كما يتحكم حكام الدول الاشتراكية بمواطنيهم. لن نسمح لهذا أن يحدث”.

كما أكد عدد من أعضاء المنظمة للجزيرة نت عن قناعتهم بأن الرئيس ترامب سيبقى في البيت الأبيض حتى عام 2024.

محاكم وردع

يصف مركز “قانون الفقر الجنوبي” و”رابطة مكافحة التشهير”، وهما من أعرق المؤسسات الحقوقية الأميركية، جماعة براود بويز بأنها جماعة متطرفة راديكالية تؤمن بتفوق العرق الأبيض، وتنشر الإسلاموفوبيا وكراهية المهاجرين والعداء للمثليين جنسيا.

ويجمع بين الآلاف من أعضاء الجماعة المتطرفة رابطة شبه سرية، سهلت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تأسيسها، ونشر أفكارها، وتواصل أعضائها.

قبل شهر ونصف، تعهد أعضاء في منظمة “براود بويز” للجزيرة نت بمفاجآت في الأيام القادمة، ويبدو أنهم أوفوا بتعهدهم بما شهده العالم في السادس من الشهر الجاري.

 “براود بويز”

تأسست الجماعة اليمينية عام 2016 من الناشط الإعلامي غافن ماكنيس، وذلك لتصحيح المواقف السياسية ومحاربة “الشعور بالذنب الأبيض”.

وشارك أعضاء المنظمة في مسيرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتحول الكثير منها للعنف، بما في ذلك اشتباك عنيف في مسيرة “اتحدوا مع اليمين” في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا عام 2017، وهي المسيرة التي أسفر عنها مقتل سيدة وإصابة العشرات، ورفض ترامب حينها إدانة المجموعة.

وفي المناظرة الرئاسية الأولى في ٢٩ سبتمبر/أيلول الماضي، وصف المرشح الديمقراطي جو بايدن منافسه ترامب بأنه “عنصري”، وجاءت واحدة من أهم اللحظات عندما سأل محاور المناظرة كريس والاس الرئيس ترامب عما إذا كان على استعداد لإدانة دعاة تفوق العرق الأبيض وجماعات المليشيات، بدا ترامب غاضبا، وطالب بمعرفة من يطلب منه الإدانة.

وعندما ذكر والاس جماعة “براود بويز”، قال ترامب “براود بويز، تراجعوا قليلا، وكونوا مستعدين”، وأشار ترامب في رده إلى ضرورة النظر كذلك إلى منظمة “أنتيفا” (Antifa) اليسارية.

وبعد يومين من المناظرة الرئاسية، أدان ترامب هذه الجماعات خلال حديث له مع شبكة “فوكس” (FOX) الإخبارية، بعد أن تعرض لانتقادات واسعة من كبار قادة الحزب الجمهوري.

وقال ترامب -في مقابلة هاتفية مع برنامج شون هانيتي الشهير “إنني أدين حزب “كيه كيه كيه” (KKK) -“كو كلوكس كلان” (Ku Klux Klan)- العنصري، أنا أدين جميع العنصريين البيض، أنا أدين براود بويز، وأنا لا أعرف الكثير عنهم، لا شيء تقريبا؛ لكن أنا أدين ذلك”.

وعاد ترامب ليتحدث بعاطفة جياشة تجاه أعضاء المنظمة، وقال عقب اقتحامهم لمبنى الكونغرس “أدرك ألمكم، لقد سرقت منا الانتخابات؛ لكن عليكم العودة إلى دياركم، يجب أن نلتزم بالسلام وبالقانون والنظام”. وأضاف “أحبكم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى